تفجيرات 16 مايو 2003 وهجوم مراكش 2011:هل تورطت المخابرات المغربية في أحداث ارهابية ؟

في ظل الجدل المستمر حول أحداث الإرهاب التي هزت المغرب، برزت معطيات جديدة يشير إليها الصحفي علي لمرابط، والتي تكشف عن أدوار خفية وتفاصيل غير معلنة سابقًا، لا سيما فيما يخص تفجيرات الدار البيضاء في 16 مايو 2003 وهجوم مراكش في 28 أبريل 2011. وفقًا للمعلومات التي نشرها علي لمرابط، فإن المهدي الحجاوي، الذي كان يُعتبر الرقم الثاني في جهاز استخباراتي مغربي، قام بتسريب معلومات حساسة لمحمد الخباشي. هذه التسريبات تضمنت ادعاءات خطيرة بأن جهاز الاستخبارات المغربي (DST) هو الجهة التي خططت ونفذت تفجيرات الدار البيضاء عام 2003. وحسب نفس المصادر التي استند إليها لمرابط، فقد طلب الحجاوي من الخباشي إيصال هذه المعلومات إلى صحيفة "المساء" عام 2011، مؤكداً لهم أن نشرها لن يؤدي إلى أي تبعات قانونية أو بوليسية. غير أن العكس تمامًا هو ما حدث، حيث أدى نشر الخبر إلى اعتقال أحد صحفيي "المساء"، بالإضافة إلى تعرض موظف بالجريدة لهجوم أدى إلى كسر ذراعه. يُتهم محمد الخباشي، وفقًا لما ذكره علي لمرابط، بأنه كان الجهة التي أبلغت صحيفة "المساء" بأن تفجيرات 16 مايو 2003 كانت من تدبير المخابرات المغربية. وقد ساهم نشر هذه المعلومات في خلق ضجة كبيرة داخل الأوساط الإعلامية والسياسية، خاصة وأن "المساء" قدمت الخبر بأسلوب يؤكد صحة هذه المزاعم، مشيرة إلى وجود دلائل تدعمها. إضافة إلى تفجيرات الدار البيضاء، كشف الحجاوي، كما أشار علي لمرابط، عن تفاصيل أخرى تتعلق بهجوم مراكش الإرهابي الذي وقع في 28 أبريل 2011، المعروف بقضية "أركانة". وفقًا لما ذكره، فقد تزامن الهجوم مع الحراك الشعبي لحركة 20 فبراير، التي كانت تنظم احتجاجات أسبوعية في المغرب آنذاك. واحدة من النقاط المثيرة التي تمت الإشارة إليها هي أنه في يوم الهجوم، تم إطفاء الكاميرات الأمنية التي تراقب ساحة جامع الفنا في مراكش، وهو ما يثير تساؤلات حول مدى تورط جهات معينة في التغطية على الفاعلين الحقيقيين. إذا صحت هذه المعلومات التي نشرها علي لمرابط، فإنها تشير إلى احتمال وجود صراعات داخل الأجهزة الأمنية المغربية، كما أنها تسلط الضوء على الطريقة التي يتم بها التعامل مع بعض القضايا الأمنية الحساسة داخل المغرب.

تعليقات